تخليدًا لتضحيات التُّونسيين من أجل القضيّة الفلسطينية: وزير الشّؤون الدّينية يُطلق اسم الشّهيد: “ميلود بن النّاجح نومة” على قاعة بالوزارة.

أطلق وزير الشّؤون الدّينية الدّكتور ابراهيم الشّائبي اسم الشّهيد: “ميلود بن النّاجح نومة” على قاعة جديدة افتتحها بالمقرّ المركزي للوزارة يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2023، وأشار الوزير إلى أنّ تخليد اسم الشّهيد هو عرفان بتضحيات التُّونسيين من أجل القضيّة الفلسطينية، مبيّنا أنّ اختياره لاسم الشّهيد ميلود نومة من بين قوافل الشُّهداء التُّونسيين الذين كانت قِبلتهم فلسطين لم يكن اعتباطيا وإنّما كان ترابطا بين عملية “طوفان الأقصى” في 10 أكتوبر 2023 الذي استخدمت فيه طائرات شراعية و بين أوّل واقعة بطولية بالطّائرات الشّراعية ليلة 25 نوفمبر 1987 وهي عملية نوعية استخدم فيها البطلان التّونسي ميلود نومة والسّوري خالد الأكر طائرات شراعية لبلوغ الأراضي المحتلّة ومهاجمة معسكر “غيبور” الذي يضمّ نخبة جيش الاحتلال الذين لقى الكثير منهم حتفهم على يَدِ الأبطال، وبعد انتهاء العملية أًصيبت طائرة ميلود الشّراعية وسقطت فوق مرتفعات “حلتا” جنوب لبنان، وعند تمشيط المكان اشتبك البطل مع الصّهاينة وتمكّن من قتل وجرح بضع أفراد منهم، قاتلهم ببسالة بمفرده ولم يستسلم حتّى رزقه الله الشّهادة. فكان دمه وقودا للانتفاضة التي انفجرت بعده حتّى لُقِّب بـ “أبو الانتفاضة”.

أبو الانتفاضة الذي حملت القاعة اسمه هو: الشّهيد ميلود بن النّاجح عمر نومة: (أبو علي) ولد بقرية تبرقيت بسيدي مخلوف بمدنين عام 1955، التحق بالجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين–القيادة العامّة سنة 1982.

وهناك تلقّى تدريبات في الطّيران الشّراعي، استشهد شمال فلسطين المحتلّة بـ”قبية” وهي مدينة في رام الله كانت تعرّضت سنة 1953 إلى مجزرة ارتكبها السّفاح شارون، وثأر لها ابن تونس العظيمة.

وقرّر الوزير تخصيص القاعة الجديدة التي حملت اسم الشّهيد للمطالعة كما كان وعد بذلك بمناسبة إعادة فتح مكتبة وزارة الشّؤون الدّينية بعد تركيزها في فضائها الجديد ببهو الوزارة يوم الخميس 09 فيفري 2023، حيث أوصى الوزير بإعادة إشراقة المكتبة ورقمنتها والتّشجيع على زيارتها وتيسير إعارة الكتب، وأسدى تعليماته آنذاك بتخصيص قاعة مطالعة وتجهيزها، وهو ما تحقّق اليوم بفضل الله ثمّ بفضل تظافر جهود أبناء الوزارة، وأكّد على أنّ تكون جميع الكتب المتوفّرة بها في متناول الوّعاظ والأئمة لتوسيع دائرة ثقافة الدُّعاة وتنمية المعارف لسائر منتسبي وزارة الشّؤون الدّينية، وأن تصبح المكتبة متاحة لعموم القرّاء ليستفيد منها الباحثون، حتّى يُمسي الكتاب أمتن درع للتوقّي من الفكر المتطرّف، وحتّى يتعزّز دور الفاعل الدّيني في الفعل الثّقافي، وحتّى تستعيد الوزارة دورها في نشر الفكر الوسطي وبناء العقل المستنير، وعودة الوعي بقضايا الأمّة استمدادا من كلمة “إقرأ”. علمًا أنّ مكتبة وزارة الشّؤون الدّينية تحوي أمّهات الكتب الشّرعية وتضمّ بين رفوفها زهاء سبعة آلاف عنوان في معارف متنوّعة.